الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وقال أيضا: وكلمة السلام هنا تحتمل أن تكون داخلة في حيز القول فتكون معطوفة على الجملة الخبرية وهي الحمد لله ويكون الأمر بالقول متناولا للجملتين معا وعلى هذا فيكون الوقف على الجملة الأخيرة ويكون محلها النصب محكيه بالقول ويحتمل أن تكون جملة مستأنفة مستقلة معطوفة على جملة الطلب وعلى هذا فلا محل لها من الإعراب وهذا التقدير أرجح وعليه يكون السلام من الله عليهم وهو المطابق لما تقدم من سلامه سبحانه وتعالى على رسله عليهم السلام وعلى التقدير الأول يكون أمر بالسلام عليهم ولكن يقال على هذا كيف يعطف الخبر على الطلب مع تنافر ما بينهما فلا يحسن أن يقال قم وذهب زيد ولا أخرج وقعد عمرو أو يجاب على هذا بأن جملة الطلب قد حكيت بجملة خبرية ومع هذا لا يمتنع العطف فيه بالخبر على الجملة الطلبية لعدم تنافر الكلام فيه وتباينه وهذا نظير قوله تعالى: {قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} فقوله تعالى: {وما تغني الآيات} ليس معطوفا على القول وهو نظروا بل معطوف على الجملة الكبرى على أن عطف الخبر على الطلب كثير كقوله تعالى: {قل رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون} وقوله تعالى: {وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين} والمقصود أنه على هذا القول يكون الله سبحانه وتعالى قد سلم على المصطفين من عباده والرسل أفضلهم وقد أخبر سبحانه وتعالى أنه أخلصهم بخالصة ذكرى الدار وأنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار ويكفي في فضلهم وشرفهم أن الله سبحانه وتعالى اختصهم بوحيه وجعلهم أمناء على رسالته وواسطة بينه وبين عباده وخصهم بأنواع كراماته فمنهم من اتخذه خليلا ومنهم من كلمه تكليما ومنهم من رفعه مكانا عليا على سائرهم درجات ولم يجعل لعباده وصولا إليه إلا من طريقهم ولا دخولا إلى جنته إلا خلفهم ولم يكرم أحدا منهم بكرامة إلا على أيديهم فهم أقرب الخلق إليه وسيلة وأرفعهم عنده درجة وأحبهم إليه وأكرمهم عليه وبالجملة فخير الدنيا والآخرة إنما ناله العباد على أيديهم وبهم عرف الله وبهم عبد وأطيع بهم حصلت محابه تعالى في الأرض وأعلاهم منزلة أولو العزم منهم المذكورون في قوله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى} وهؤلاء هم الطبقة العليا من الخلائق وعليهم تدور الشفاعة حتى يردوها إلى خاتمهم وأفضلهم. اهـ. .فوائد لغوية وإعرابية: .قال السمين: العامَّةُ على كسرِ لام {قُلِ} لالتقاءِ الساكنين. وأبو السَّمَّال بفتحِها تخفيفًا، وكذا في قولِه: {وَقُلِ الحمد للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ} [النمل: 93]. و{سلامٌ} مبتدأٌ سَوَّغَ الابتداءَ به كونُه دعاءً. قوله: {أَمْ ما} أم هذه متصلةٌ عاطفةٌ لاستكمالِ شروطِها. والتقديرُ: أيُّهما خيرٌ؟ و{خيرٌ} إمَّا تفضيلٌ على رغمِ الكفارِ وإلزامِ الخَصْمِ، أو صفةٌ لا تفضيلَ فيها. وما في {أَمْ ما} بمعنى الذي. وقيل: مصدرٌ. وذلك على حَذْفِ مضافٍ من الأولِ أي: أتوحيدُ اللهِ خيرٌ أم شِرْكُهم. وقرأ أبوعمرٍو وعاصم {أَمْ ما يُشْرِكون} بالغَيْبَةِ حَمْلًا على ما قبلَه من قوله... قوله: {أَمْ مَنْ خَلَقَ} أَمْ هذه منقطعةٌ؛ لعدمِ تقدُّمِ همزةِ استفهامٍ ولا تَسْويةٍ. ومَنْ {خَلَقَ} مبتدأٌ. وخبرُه محذوفٌ، فَقَدَّره الزمخشري: {خيرٌ أَمْ ما تُشْرِكُون} فَقَدَّرَ ما أَثْبَته في الاستفهامِ الأولِ، وهو حَسَنٌ، وقدَّره ابنُ عطيةً: يُكْفَرُ بنعمتِه ويُشْرك به، ونحوَ هذا من المعنى. وقال أبو الفضل الرازي: لابد من إضمارِ جملةٍ معادِلةَ، وصار ذلك المضمرُ كالمنطوق به لدلالةِ الفحوى عليه. وتقديرُ تلك الجملة: أَمَنْ خَلَقَ السماواتِ والأرضَ كمَنْ لم يَخْلُقْ، وكذلك أخواتُها. وقد أظهرَ في غيرِ هذا الموضعِ ما أَضْمَرَ فيها، كقولِه تعالى: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ} [النحل: 17]. قال الشيخ: وتَسْمِيَةُ هذا المقدَّرِ جملةً: إنْ أراد بها جملةً من الألفاظِ فصحيحٌ، وإنْ أراد الجملةَ المصطلحَ عليها في النحوِ فليس بصحيحٍ، بل هو مضمرٌ من قبيلِ المفردِ. وقرأ الأعمش: {أمَنْ} بتخفيفِ الميمِ جَعَلَها مَنْ الموصولةَ، داخلةً عليها همزةُ الاستفهام. وفيه وجهان، أحدهما: أن تكونَ مبتدأَةً، والخبرُ محذوفٌ. وتقديرُه ما تقدَّم من الأوجهِ. ولم يذكُرْ الشيخُ غيرَ هذا. والثاني: أنها بدلٌ من {الله} كأنه قيل: أمَنْ خلَقَ السماواتِ والأرضَ خيرٌ أَمْ ما تُشْركون. ولم يذكُرْ الزمخشريُّ غيره. ويكون قد فَصَل بين البدلِ والمبدلِ منه بالخبرِ وبالمعطوف على المبدل منه. وهو نظيرُ قولك: أزيدٌ خيرٌ أم عمروٌ أأخوك على أن يكونَ أَأخوك بدلًا من أزيد، وفي جوازِ مثلِ هذا نظرٌ. قوله: {فَأَنبَتْنَا} هذا التفاتٌ من الغَيْبَةِ إلى التكلمِ لتأكيدِ معنى اختصاصِ الفعلِ بذاتِه، والإِنذارِ بأنَّ إنباتَ الحدائقِ المختلفةِ الألوانِ والطُّعوم مع سَقْيها بماءٍ واحدٍ لا يَقْدِرُ عليه إلاَّ هو وحدَه؛ ولذلك رشَّحه بقولِه: {مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا}. والحَدائِقُ: جمعُ حديقة، وهي البستان. وقيل: القطعةُ من الأرضِ ذاتِ الماء. قال الراغب: سُمِّيَتْ بذلك تشبيهًا بحَدَقَةِ العين في الهيئة وحُصولِ الماءِ فيه وقال غيرُه: سُمِّيَتْ بذلك لإِحداقِ الجُدْران بها. وليس بشيءٍ لأنها يُطْلَقُ عليها ذلك مع عَدَمِ الجُدْران. ووقف القراء على {ذات} مِنْ {ذاتَ بَهْجَة} بتاءٍ مجبورة. والكسائي بهاءٍ لأنها تاءُ تأنيثٍ. قوله: {مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ} {أن تُنْبِتُوا} اسمُ كان، و{لكم} خبرٌ مقدمٌ. والجملةُ المنفيةُ يجوزُ أَنْ تكون صفةً ل {حدائق} وأن تكونَ حالًا لتخصُّصِها بالصفةِ. وقرأ ابنُ أبي عبلة {ذواتَ بَهَجة} بالجمعِ وفتحِ هاءِ {بَهَجة}. {أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)}. قوله: {خِلاَلَهَآ} يجوزُ أَنْ يكونَ ظرفًا لجَعَلَ بمعنى خَلَقَ المتعديةِ لواحدٍ، وأَنْ يكونَ في مَحَلِّ المفعولِ الثاني على أنها بمعنى صَيَّر. قوله: {بَيْنَ البحرين} يجوزُ فيه ما جازَ في {خلالَها}. والحاجزُ: الفاصِلُ. حَجَزَ بينَهم يَحْجِزُ أي: مَنَعَ وفَصَل. وقرئ: {أَإِلَهٌ} بتحقيق الهمزتين. وتخفيفِ الثانيةِ وإدخالِ ألفِ بينهما تخفيفًا وتَسْهيلًا. وهذا كلُّه معروفٌ مِنْ أولِ هذا الموضوعِ. وقُرِىء {أإلهًا} بالنصبِ على إضمارِ: أَتَدْعُوْنَ أو أَتُشْرِكون إلهًا. اهـ. .فروق لغوية دقيقة: .الفرق بين الحسن والوضاءة: .الفرق بين الحسن والقسامة: .الفرق بين الحسن والوسامة: والوسامة أبلغ من الحسن وذلك أنك إذا كررت النظر في الشيء الحسن واكثرت التوسم له نقص حسنه عندك والوسيم هو الذي تزايد حسنة على تكرير النظر. .الفرق بين الحسن والبهجة: .الفرق بين المرحة والصباحة: .الفرق بين الحسن والجمال: .الفرق بين الجمال والنبل: .الفرق بين الجمال والبهاء: .الفرق بين الجمال والسرو: .الفرق بين الكمال والتمام: .الفرق بين البشر والهشاشة والبشاشة:
|